عتبر لقب "الفيلسوف" عند علي الهويريني مفهومًا يتجاوز حدود الحكمة التقليدية، فهو يرى أن الفلسفة لا تقتصر على امتلاك المعرفة فقط، بل على فهم عميق ورؤية ثاقبة للحقائق المخفية في الكون وفي النصوص المقدسة، كالنظر إلى القرآن لا ككتاب واحد، بل كمصدر لا ينتهي من الحكمة والمعاني.
الهويريني يصف الفلسفة باستخدام مجاز بسيط بقوله: "الفلسفة تحلب الثور"، أي أنها تبحث عن الحقيقة والحكمة في أغرب الأماكن وأصعبها. ويرى في قصص القرآن نوعًا من الفلسفة التي تمدنا بالحكمة، فمثلاً عند قراءة قصة موسى مع فرعون، يستنبط درسًا عميقًا عن القدر وخيطه الرفيع بين الإهمال والحذر، وفي قصة بني إسرائيل، يدعونا للتأمل في حكمة الله في معالجة الخطأ عبر التجاوز عن المال المسروق وتدميره.
الالتزام والعبادة كوسيلة لبناء الذات
الالتزام بمواقيت الصلاة يراه الهويريني تمرينًا يعزز الإرادة والانضباط في حياة الإنسان، وهو أول أبواب النجاح، ومن هذا الالتزام ينبع التوحيد الذي يحرر النفس من عبادة الأصنام المادية والمعنوية. فالهويريني ينظر إلى الصلاة كوسيلة لبناء الذات وتحريرها، ويشدد على أن التوحيد هو جوهر العقيدة الذي يجعل الإنسان مرتبطًا بالله فقط، فيرى الخالق في كل شيء، ويتذوق عمق وجوده في قلبه وعقله.
التطرف بأشكاله المختلفة
لا يرى الهويريني التطرف على أنه سمة دينية فقط، بل يشمل جميع مناحي الحياة: علمي، علماني، وديني، ويصفه بأنه محاولات لوضع الحياة في إطار ضيق وحصر الدين في عبادة كهوفية. بينما مفهوم الخليفة الذي يتبناه الهويريني هو أن الإنسان جاء ليعمر الأرض وليخدم من فيها، ليس بأنظمة البشر المتقلبة، بل وفق نظام الله الثابت.
المرأة ودورها في المجتمع
المرأة لدى الهويريني هي الشمس التي إن أشرقت، أضاءت الحياة وأصلحتها، فهي العمود الأساسي لإصلاح الأسرة، التي إن صلحت، صلح البيت بأكمله حتى لو كان "القيم فرعون". بهذا المفهوم، لا يعتبر الهويريني أن الأدوار الاجتماعية تُبنى على أساس نقص أو ضعف في أحد الطرفين، بل هي تكامل واحتياج، حيث يراها أساسًا لبناء المجتمعات وصلاحها.
الجدل والمناقشة كنوافذ للمعرفة
يشدد الهويريني على أن الجدل الفكري ليس في التساؤل بمن قال، وإنما بكيف، فهو يرى أن الأسئلة التي تبدأ بكيف تفتح الأفق للعلوم والاكتشاف، بينما "من قال" لا ينتج عنها إلا الجهل وتعطيل التفكير.