يُعتبر معرض الكتاب حدثًا ثقافيًا فريدًا، يتيح للجمهور الاطلاع على مجموعة واسعة من الكتب والمصادر الثقافية المتنوعة، ولكن لضمان تحقيق الفائدة القصوى منه، يجب على الزائرين أن يدخلوا المعرض بأهداف واضحة. في هذا السياق، يشير الدكتور طارق السويدان إلى أهمية تحديد "أهداف ذكية" قبل زيارة معرض الكتاب، بحيث يحدد الزائر نوعية الكتب التي يرغب في قراءتها، وأهدافه من هذه القراءات، مما يزيد من القيمة التي يحققها من زيارته.
أهمية الأهداف الذكية
يقول د. طارق السويدان أن وضع أهداف ذكية يمثل الخطوة الأولى نحو قراءة فعّالة. فبدلاً من التجول بلا هدف أو شراء الكتب بناءً على العناوين المثيرة، يُنصح الزائر بأن يقيم احتياجاته القرائية ويحدد الكتب التي تدعم خطته المعرفية، بحيث يخرج بقائمة كتب تحقق أهدافه وتثري معارفه، وليس فقط مجرد تراكم للكتب.
خطة القراءة
ينصح د. السويدان الزائرين بتطوير خطة قراءة تشمل نوعية الكتب التي يحتاجونها. على سبيل المثال، تقسيم القراءة إلى جزأين: 50% من الكتب في مجال التخصص، و50% في مجالات إنسانية أو معرفية عامة. وهذا التقسيم يعزز من علم القارئ في تخصصه، ويزيد من حكمته عند القراءة في العلوم الإنسانية الأخرى، وهي قاعدة أساسية في استراتيجية السويدان للتعلم وتوسيع الآفاق.
تعلم كيفية القراءة السريعة
يشدد د. السويدان على أهمية القراءة السريعة كمهارة رئيسية، حيث تساعد القارئ على إنهاء كمية أكبر من الكتب بفهم جيد. ويقول إنه بالإمكان تطوير هذه المهارة عبر تدريب لمدة شهر، مما سيساعد القراء على قراءة أسرع، تصل إلى 400 كلمة في الدقيقة مع الحفاظ على نفس مستوى الفهم.
تلخيص الكتب بطريقة فعالة
طريقة "كورنيل" في تلخيص المعلومات، التي أشاد بها د. السويدان، تعتبر من أفضل الأدوات التي يمكن للقراء استخدامها لفهم الكتب وتلخيصها في صفحة واحدة، سواء كانت كتابًا أو محاضرة، مما يسهل استرجاع الأفكار الرئيسية وتكوين ثقافة واسعة من خلال تراكم هذه الملخصات.
دعوة لنشر ثقافة القراءة والتعلم الفعّال
يدعو د. طارق السويدان إلى دمج مهارات التعلم الفعّال، مثل القراءة السريعة وأساليب التلخيص، في مناهج التعليم، بدءًا من المرحلة الابتدائية، لضمان تأسيس جيل قادر على التعلم المستمر، مؤكداً أن هذه المهارات قابلة للتعليم للأطفال في مراحل مبكرة. ويأمل أن يصبح تعلم كيفية التعلم هو المهارة الأهم التي تسعى الأنظمة التعليمية لتحقيقها، لأن تعليم الطلاب هذه المهارات منذ البداية سيؤدي إلى رفع مستواهم الأكاديمي والمعرفي مدى الحياة.
يوضح د. طارق السويدان أن النجاح في التعلم والثقافة لا يقتصر على ما نقرأه، بل على كيفية القراءة وتحديد الأهداف الذكية والاستفادة القصوى من وقتنا. فعندما تكون لدينا خطط وأدوات تعزز من فعالية قراءاتنا، سنحقق قيمة أكبر من كل كتاب نقرأه، مما يساهم في بناء ثقافة راسخة ومعرفة عميقة تخدم الفرد والمجتمع.