المهارات الأربعة الأساسية لتعلم أيّ لغة..
عندما يتعلق الأمر بتعلم لغة جديدة، الجميع لديه نقاط قوة كامنة، بعض الناس يبرعون في الكتابة، والبعـــض الآخر يبرع في الكلام و المحادثة، و منهم من يجيد القراءة وبـــــدون أخطاء، ومنهم من لديه مهارة الاستماع. وأنتَ أيضا يمـــكن أن تكون بارعا في واحدة من هذه المهارات الأساسية لتعلم لغة أجنبية، مهما كانت هذه اللغة، قد تكون هذه اللغة هي اللغة الانجلــــيزية، أو الإسبانيـــــة، أو الغرنسية، أو الإيطالية.. بينما تجد صعــوبة في اكتســاب المهــــارات الأخــــــرى. لكن من المهم أن تعطي أهمية متســــاوية لبـــــــاقي المهارات، وتخصص لها الوقت والجهد نفســـه الذي تخصصـــه لباقي المهارات الأخرى. بمجرد أن تحدد نقاط ضعفك في اللغــــة التي تريد تعلمـــها، ركّز جهـــــودك على نفاط ضعفك. اللغة هي عنصر مهم في عملية التواصل مع الآخرين، تحتاجها إذا أردت الدراسة في بلد أجنبي، أو العمــــل في تلك الدولة الناطقة بهذه اللغة التي تريد تعلمها، و هي ضرورية في السفر أيضا. هناك أربع مهارات أساسية لأيّ لغة، وإتقان هذه المهارات يسمـــح لك بنقل أفكارك وعواطــــــفك، وما يدور في ذهنك، وذلك يسهل عليك التواصل الفعّال في بيئات التعلم والعمل، بشكل يجعـــــل الزملاء والعملاء راضين عنك.
من خلال الدليل الآتي سوف نوضح المهارات الأساسية لتعلم أيّ اللغة، ولماذا هي مهمة جدا في تعلم وإتقان أيّ لغة.
ماهي المهارات الأساسية الأربعة لتعلم أي لغة؟
المهارات اللغوية الأساسية لتعلم لغة غير لغتك، هي مهارة الاستماع، ومهارة الكتابة، ومهارة التحدث، ومهارة، ومهارة القراءة. هذه المهارات اللغوية هي مهارات تسمح لك بالتعبير عن نفسك بوضوح ودقة.
من خلال هذه المهارات اللغوية الأساسية، لن تتعلم الحديث بشكل جيد فحسب، بل ستتعلم بكل التركيز و عناية، ومهارة الكتابة أيضأ تساعدك في مختلف المواقف المهنية، و تسمح لك بكتابة التقارير المهمة، وكلّ ما تتعلق بالعمل. أمّا القراءة فهي تساعد على فهـــــم كميات هائلة من البيانات و المعرفة.إنّ ممارسة مهاراتك اللغوية يعطيك القدرة على أنْ تصبح متحدثا فعالا، يفهم كيفية الانتقال من النقطــة أ إلى النقطة ب.
مهارات تعلم أيّ لغة:
مهارة الاستماع:
مهارة الاستماع تتطلب أكثر من مجرد السماع، هناك فرق بين السماع و الاجتماع. الاستماع هو عملية تكون فيها بكامل تركيزك منغمس تماما فيما يقوله المتحدث. ستجد نفسك لا تركز فقط على الملاحظات التي يشير إليها المتحدث، وإنّمـــا ستحـــــــدد في ذهنك الأسئلة التي ستطرحها عليه بخصوص نية المتحدث و داوفعه، والهـــدف من النّص. إنّ عملية الاستماع هي عنصر فعّـــال في عملية الفهم العميق لأنّها تبقيك منخرطا، وتضمن لك فهم ما يُقال. سيجنبك سوء الفهم للمقاصد والغايـــــات خاصـة عند المشــــــاركة في الاجتماعات و المناقشات و المقابلات.
مهارة الكتابة:
إنّ القدرات اللغوية لوحدها غير كافية، إذ لا يمكن أن تبرز مدى قدرتك على التعبير عن نفسك إلّا بمهارات الكتابة، وعندما نتحدث عن الكتابة هنا لا نقصد أنْ تعبر عن نفسك بجمل طويلة، و مثقلة بالألفاظ الصعبة. الجمــــل القصــيرة و الموجــزة المعبـــرة والمقصودة في ذات الوقت هي ما تحتاج إلي، وسواء أكنت تستعمل اللغة في الكتابة التجــــــارية، أو تستعملها في مواقع التواصـــــل الاجتماعي، وسواء أكانت الكتابة العمل أو كتابة إبداعية، فإنّه لا مفرمن القصد في جملك حتّى توصــــل رسالتك واضحة دون غموض.
مهارة المحادثة:
إنْ أردنا الحديث عن أكثر مهارة يحتاجها الجميع، فهي بلا شك مهارة المحادثة الفعّالة، ولكن هذه المهارة القليل منّا مَن يمتلكها، لذلك يفشل الكثير في مقابلات العمل بسبب عدم امتلاكهم لهذه المهارة. نحتاج إلى مهارة المحادثة في حياتنا اليوميــــة خاصة إذا كنّا نقيم في دولة يتكلم سكانها هذه اللغة. وعلى مستوى العمل يسمح التواصل الفعّال بالمضي قدما في مسيرتك المهنية، والترقية في السلم الوظيفي، والفوز بالصفقات.
مهارة القراءة:
تساعد مهارة القراءة على فهم مختلف النصوص، وكذلك فهم السياق، واستنتاج ما بين السطور. مهارة القراءة ضرورية لمحو الأمية العامة باللغة المراد تعلمها، لأنّها تزيد من رصيدك اللغوي، والتعرف على مختلف التعبيرات و التراكيب التي يستعمــــــلها الناطقون الأصليون لهذه اللغة، وهذا من شأنه أن يحسن طريقة كلامك، وتحليلك وتواصلك. إنّ القراءة الواعية لمختلف أشكال النّصوص، مثل، الرسائل، و النصوص والملاحظات والمستندات، والتقارير، وهي القراءة الصحيحة تجنبك سوء الفهم في تعاملاتك الشخصية و المهنية. يساعدك الانعماس الكامل أثناء القراءة في تفسير المعنى بنجاح، والاحتفاظ بالمعلومات المقروءة أطول فترة ممكنة.
كيف يمكن تحسين المهارات الأساسية لتعلم لغة أجنبية؟
اقرأ الأخبار:
في أيامنا هذه وبفضل الانترنت، أصبح سهلا بمكان الوصول إلى مختلف الأخبار. عندما تقرأ الأخبار سوف تتعرف على ما يحدث هنا وهناك، بينما تمارس مهاراتك اللغوية في الوقت نفسه. هناك مفردات وتعبيرات معينة نموذجية تستعمل في الأخبار. إذا قــــرأت المزيد والمزيد من الأخبار، فسوف تصادف المفرادات والتراكيب نفسها تكرر مرارا وتكرارا، و تسمح لك قراءة الأخبار تعويد عينيــك على رؤية رؤية تلك المفردات والتراكيب. بهذه الطريقة تلتصق بذاكرتك بشكل أفضل، فالممارسة تؤدي إلى الإتقان.
اقرأ كتابا سبق و أنْ قراءته بلغتك الأم:
القراءة طريقة مثالية تعلم لفة أجنبية. دعني أخبرك أنّك تستطيع أن تتعلم مفرادات جديدة أثناء قراءتك لقصة شيقة. عنـــــــدما تبــدأ في قراءة الكتب بلغة أجنبية لأول مرة، فقد يكون الأمر صعبا بعض الشيء. لكن إذا واضبت على قراءة صفحة أو صفحتين بانتظام ويوميا، فسترى نتائج متوقعة تٌدهشك في وقت قصير. ومع تحسن مهاراتك في القراءة، يمكنك قراءة المزيد والمــزيد من الصفحات خلال جلسة واحدة. أنصحك أن تبدأ بقراءة كتاب تعرفه جيدا، فلك كتابا قرأته من قبل بلغتك الأم. اختر كتـــــابا في موضوع يستهويك لتستمتع به، ولا تمل بسرعة، وابدأ في القراءة، وأؤكد لك بما لا يدعو إلى الشك أنّ مهاراتك اللغوية سوف تتحسن بسرعة كبيرة.
شاهد مقاطع فيديو قصيرة:
عند تكون بصدد تعلم لغة جديدة فإنّه من المفيد لك أن تشاهد أفلاما باللغة التي تريد تعلمها، في البداية يمكن لك مشاهدة الفيديوهات مصحبوبة بترجمة باللغة نفسها، وهذا مفيد جدا، ولكن احرص على تكون مدة الفيديو قصيرة جدا، وذلك لطرد الملل، وحتّى تستفيد منه أقصى استفادة، وقد قيل"إنّ أخذ القليل خير من ترك الجميع". سوف تجد احتمالات لا حصر لها فيمــــا يتعلق بالموارد. حاول أن تختار المقاطع التي يكون موضوعها مثيرا لك. إنّ مشاهدة الفيديو لها ميزة إضافية، وهي أنّها تعطيك مرونة من حيث الوقت، ومن حيث إيقاف المقاطع، والاطلاع على معاني الكلمات، وتشغيل المقاطع مرة أخرى، وكذلـــــك تشغيـــــلها و إيقافها في أيّ وقت ومتى ما كان المكان مناسبا لك.
تحدث إلى نفسك:
قد يبدو هذا الأمر جنونيا لك، ولكن الأمر مفيدا لأيّ متعلم لغة، وخاصة أنّه لا يحظى الجميع بوجود شريك يمارس معه اللغة. هذه بعض الحيل التي يمكن أن تقوم بها يوميا، وهي ذات مفعول سحري. خلال روتينك اليوم جرّب أن تعلق على مختلف الأفعال باللغة التي تتدرب عليها، لو قمت بإعداد وجبة الغداء أو العشاء مثلا، فصف ما تفعله، فكر في المكونات التي سوف تستعملـــــــها في إعداد هذه الوجبة، و فكر أيضا في أسماء الأوعية ، والأواني، والمقالي، وأدوات المطبخ التي سوف تسخدمها، اذكر الاجــــراءات أو الخطوات التي يجب عليك القيام بها" تقشير البصل مثلا، أو مزج الخضروات، أو جرب أنِ تتحدث مع أصدقائك اللغة المراد تعلمها، وحتى لو أخطأت، لا تهتم. عبّر عن كل أفكارك باللغة المستهدفة، وليكن ذلك بصوت عالٍ، لكي تتعود على هذه اللغة من جهة، ومن جهة أخرى لكي تعلق بذهنك، وتمارس النطق بها.
في الأخير إنّ تعلم لغة جديدة هي تجربة ثرية، تمكنك من التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، وتوفر لك فرصا للتعلم والعمل والسفر، وتساهم في توسيع آفاقك الفكرية، وتبني أفكار جديدة. يمكن لأي شخص أن يتعلم لغة جديدة، ويحسن في الوقت نفسه مهاراته اللغوية بالعمل و الاستمرارية، وذلك من خلال تبني استراجيات و طرائق معروفة ومجربة. أتمنى أن تكون رحلتك اللغوية مفيدة و ممتعة بقدر ما هي تعليمية.